الأحد، ٢٥ مارس ٢٠١٢

عن البلطجية نتحدث ..(1)ـ


المكان : طنطا شارع البحر امام مبنى المحافظة

الزمان :28 يناير "جمعة الغضب قبل ان تكون"عقب الصلاة

الحشود لا يرى آخرها....

عزت يزأر فوق اكتافى "الشعب يريد اسقاط النظام" و الحشود تردد و لا تهدأ

يحيط بنا عصام و عبد الله و باقى الصحبة لتحمينا من مخبرى الداخلية المندسين التى كادت مرة ان تعتقل عزت لولا ان اخذنا الحذر

ثلاثة من الرجال مهترئى الثياب يصيحون يالا بينا يا شباب نروح ع القسم "ميدان الساعة"ـ

تتأهب الحشود للزحف الى القسم يحركها الغضب

اشتم رائحة امن دولة .. فالمكان الذى نحتله حيوى جدا نسيطر فيه على مدخل شارع النحاس و البحر و شارع النادى

و نحاصر فيه مبنى المحافظة و مبنى امن الدولة من الخارج و مجرد تحركنا من المكان يسمح للامن المركزى للسيطرة على كل مداخل طنطا تقريبا

عزت يتأهب للذهاب فعلا للقسم

اكلم عزت بصوت مسموع " ايه يا عزت انت حتسمع كلام الاخ ده .. بوصله كويس و شوف مين بيحركنا"ـ

!!

عزت يبدو عليه الاقتناع و نقرر البقاء فى مكاننا

يصيح فى وجهى أحد مهترئى الملابس الثلاثة "جرى ايه يا بيه هو احنا مش مصريين زى بعض ولا ايه "ـ

أنظر بغضب اليه مباشرا الى عينه فلا اجد تلك النظرة اللئيمة التى توقعتها

كيف له بتلك النظرة الصادقة التى تجعل من تسلسل الامور شيئا غير مريحا .. و تفسد الحبكة لاى رواية ؟؟

اشعر بالاستياء الان من موقفى تجاهه الان ..يبدو اننى كنت من الحماقة لافهم ما اعيه اليوم

على ايه حال ... تنقسم الجموع بين من قرر البقاء و من قرر الذهاب الى القسم

سألت عزت :"ايه رأيك نطلع ع القسم معاهم عشان مننقسمش مدام فيه ناس اتحركت هناك خلاص ؟؟"ـ

عزت : "تمام يالا بينا"ـ

فى الطريق الى قسم أول "ميدان الساعة" قابلتنا رائحة قنابل الغار و بدا انه كانت هناك معركة فى هذا المكان....

فلا وجود فى الطريق لثائرين ولا لامن مركزى.. فقط رائحة قنابل الغار و أحد الاقسام "قسم ثان" شبت اليه النيران

اكملنا الطريق الى قسم اول و بعدها ب 5 دقائق بدأ هؤلاء المهترئى الملابس باشعال النار فى القسم

سأكتفى بوصف حالتى انا فقط باننى فى هذه اللحظة التى رأيت فيها النار تستعر من شبابيك القسم

فقد ولدت من جديد فى هذه اللحظة و لم استطيع ان اسيطر على مشاعرى

و لا ابالغ ان قلت انها اسعد لحظاتى حتى ان فرحتى حينها فاقت فرحتى لحظة التنحى

تستطيع فى تنعتنى هنا ب "احد مهترئى الملابس" كما سميتهم انا او "أحد البلطجية" كما تسميهم انت

لكنى لا استطيع الا ان اصرخ فرحا للحظة انتظرتها ليس بقليل

عساكر و ضباط القسم يعتلون سطح القسم و نحن نقذفهم بالحجارة و النار من اسفل منهم

احد الباريهات يقذف بها احد العساكر من فوق السطح و تتعالى الصيحات من الجموع امام القسم و الحجارة لا تتوقف فبارية واحد لم يك كافيا لارضاء غرور اناس شعروا ان كرامتهم قد امتهنت كثيرا

..الحجارة لا تتوقف...و كذلك الباريهات !!ـ

احد ""بنطالونات " العساكر تقذف من فوق السطح !!ـ

احزمة الاسلحة كذلك

بزة احد الضباط ترمى من سطح القسم لتستقر فوق احد الاسلاك و لتبقى معلقة فى الهواء لتتعلق ما تبقت من هيبة حماة النظام و اسطورة الداخلية على مشانق الغضب....

عند هذه اللحظة بدأنا بتأمين خروج عساكر الداخلية بعد ان استسلموا و خرجت عربة الامن المركزى تحمل عساكر القسم و لم يتم التعرض لاى عسكرى او ضابط سوى ضابط القسم الذى قام بالتعدى عليه داخل القسم احد من انسحقت تحت يد هذا الضابط كرامته ممن تسمونهم البلطجية

فيبدوا ان صفقة هذا الضابط مع شيطانه لم تعد رابحة بعد الان و لاقى عواقب خسارته و حان الوقت الذى ينظر فيه الى صورته .. فقط هو و صاحب الملابس المهترئة فى حجرة واحدة يجمعهما ماضى كلاهما يتذكره الا ان الاخير لم ينساه ..ابدا"يتبع"
حررت فى
Thursday, March 8, 2012 at 9:38pm