السبت، ١٧ ديسمبر ٢٠١١

لماذا تأخرت؟

هل استلزم الامر معك يا رفيق اكثر من مائتى نفسا _على اقل تقدير _ ان تزهق حتى ترجع؟

هل كانت كلمة الحق خفية عن ناظريك .. ام انها كانت ثقيلة على لسانك .. ام اعماك الهوى ان تقولها ؟

اتذكر قبلها .. تناقشنا كثيرا .. و اختلفنا اكثر ..تصادمنا احيانا , لكن حينما دعا الداعى وجدتك هناك ..كتفا بكتف .لم اك احمل لك حينها اى ضغينه _ و لا الان على اى حال_ خلافاتنا ذابت فى جملة واحد انطلقت من حنجرة واحدة " الشعب يريد اسقاط النظام"

فكانت اكثر لحظاتنا انسجاما ..و اخرها

التفت بعدها بجانبى فلم اجدك..لم اكن اعتقد انك سهل الخداع بهذه الطريقة كيف خدعوك؟! ..حذرتك حينها مرات و مرات ..اعيتنى معك الحيلة و مللت من النقاش ..لكنى كنت متأكد انك سترجع فى النهاية ..

لكنى لم اتخيل ان رجوعك سيكون بعد ان تسيل اى دماء او ان تزهق روحا واحدة فما بالك بمئات

اتسائل بعد كم روح بدأت بمراجعة نفسك .. بعد واحدة ؟.. اثنين .. عشرة ..مائة !

اتخيلك الان و عقلك يحاول ان يبحث عن حجة او مخرج يحتج بها امام ضميرك .. و اتخيلنى افاجئك بصفعة على وجهك تقطع حبل تفكيرك ..كفى..لا تحاول..لم يعد هناك مجال للمراوغة.. انت تعلم ان الحقيقة ما اقول .. و الحقيقة فقط .

كلانا يعلم معنى ان تُزهق روحا ..فكلانا عاش هذه اللحظة و رأى فيها الحقيقة الكاملة ..عارية ..بدون اى رتوش ..لم نجد فيها مصلحة او او نزعة من نزعات الهوى

اعيتنى المقاومة وحدى يا صاحبى ..

اك اشك لحظة فى الانتصار ..حينما كنا سويا فى خندق واحد .. نعرف من اين تأتى السهام و من اين نتلقى الطعنات

اما الان و قد تركتنى وحيدا فى المعركة فلم اعد اعلم من اين تأتينى الضربات!

امن امامى ؟..امن خلفى؟..

امن العدو ام منك ؟

امتلأ جسدى بالجروح .. لم ابالى من جراحى الا من طعنتك

عذرا يا صاحبى ..فلم اعد اعرف الان هل رجعت تحمل لى رشفة ماء ..ام جرعة سم !

لماذا تأخرت؟..لماذا تأخرت؟..لماذا

ليست هناك تعليقات: